عن الشرقية

تأسست المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، حيث مثلت هذه الحقبة التاريخية بداية الدولة، ومهدت الطريق لتنمية مستقبلية شاملة، وقعت السعودية فيها اتفاقية امتياز للنفط مع شركة ستاندرد أويل (أرامكو السعودية حالياً).

وخلال هذه الفترة أكتشف أول بئر نفط في المملكة العربية السعودية وهو بئر الدمام رقم 7 (بئر الخير) والعديد من حقول النفط كحقل الغوار، الذي يعتبر أكبر حقل نفطي في العالم. كما انشئت مصافي لتكرير النفط وإنتاج المشتقات البترولية، وطورت شبكات واسعة من خطوط الأنابيب لتصدير النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

وفي العام 1947 عهِد الملك عبدالعزيز إلى شركة أرامكو بناء ميناء الدمام بطول 10 كم ليكون بوابة للتجارة والصادرات النفطية، مما شكّل نقطة تحول في اقتصاد المنطقة وجعلها مركز عالمي لصناعة النفط.

مع بداية الستينيات حدث تطور سريع في المملكة بأكملها، استفادت منه المنطقة الشرقية في إنشاء بنية تحتية قادرة على الصمود بفضل االاقتصاد النفطي الناشئ، حيث تم بناء الطرق والمدارس والمستشفيات وشمل التطوير أيضًا بناء الموانئ والطرق وتوسيع منشآت إنتاج النفط.

خلال عام 1963 أنشئت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتعتبر الجامعة الرائدة في العلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية.

في العام 1963 تم إطلاق مشروع تطوير ميناء الجبيل الصناعي ، الذي يُعد واحدًا من أكبر المشاريع التي ساهمت في تحويل المنطقة إلى مركز صناعي عالمي. كما بدأ تشغيل أول مصفاة نفط في مدينة الجبيل عام 1967؛ والذي نتج عنه تسارع النمو الصناعي في المنطقة.

شهدت المملكة تنمية كبيرة في مجالات عدة، حيث كانت هذه الفترة من أبرز فترات التنمية االاقتصادية و الاجتماعية، تركزت خلالها جهود التنمية على تحقيق التقدم والرفاهية للمواطنين، وتعزيز القدرات الإنتاجية.

في العام 1975 تم تأسيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والتي تعتبر واحدة من الجامعات الحكومية الرائدة في المملكة التي تهدف لتوفير التعليم العالي وتطوير البحث العلمي في مختلف المجالات.

في العام 1977م وضع الملك خالد بن عبد العزيز حجر الأساس لمدينة الجبيل الصناعية لتكون أكبر مدينة صناعية في العالم.

شهدت المنطقة توسعًا ضخمًا في البنية التحتية للنفط والغاز، حيث تم تطوير صناعات البتروكيماويات، التي ساهمت بشكل كبير في تنويع الاقتصاد.

خلال هذا العقد تم الشروع في بناء جسر الملك فهد، الذي يُعتبر من أهم المعالم الهندسية والإنشائية في المنطقة، حيث يربط المملكة العربية السعودية بمملكة البحرين، مما يعزز التواصل والروابط الاقتصادية والاجتماعية، كما يُعد بمثابة ممرًا حيويًا للتجارة والسياحة بين البلدين.

وفي العام 1999م تم افتتاح مطار الملك فهد الدولي ثالث أكبر مطار دولي في المملكة من حيث عدد المسافرين.

شهد هذا العقد اندماج المنطقة الشرقية بشكل أوثق مع الاقتصاد العالمي، بفضل التقدم التكنولوجي، والانفتاح التجاري، وتطوير البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كما أطلقت المملكة العديد من المدن الاقتصادية والمشاريع الصناعية بهدف تنويع مصادر الدخل والاعتماد على الاقتصاد غير النفطي، وتحتضن المنطقة الشرقية العديد من المشاريع الاقتصادية.

في العام 2014 تم تأسيس جامعة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية؛ لتتكامل مع باقي الجامعات السعودية في خدمة العملية التعليمية وترجمة الخطط التنموية الطموحة بالمملكة.

اطلقت رؤية المملكة 2030 من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ التي ترتكز على ثلاث محاور؛ اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي،وطن طموح. وضمت الرؤية خطط استراتيجية لتطوير المنطقة الشرقية، مع التركيز على الابتكار والسياحة والطاقة المستدامة.

وفي العام 2018 أطلق مشروع محطة الخفجي لتحلية المياه ضمن رؤية المملكة 2030؛ لتصبح نقطة تحول كبيرة في تحلية المياه المالحة إلى مياه شرب نظيفة، وتوليد الطاقة النظيفة للمملكة.

تم إنشاء هيئة تطوير المنطقة الشرقية بعد صدور قرار مجلس الهيئة رقم ق 1\1\م\1441هـ، حيث تهدف الهيئة إلى تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة الشرقية في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك البيئية، كما تعمل على تنفيذ مشاريع تحسين البنية التحتية، وتشجيع الاستثمارات، وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتعزيز جودة الحياة في المنطقة.

خلال هذا العام افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)؛ لتكون مركزاً عالمياً رائداً لقطاع الطاقة في المنطقة، حيث توفر مجموعة من الحلول المتكاملة لدعم الشركات في المملكة.

تستمر المشاريع الجارية في إطار رؤية المملكة 2030، بما في ذلك التوسع في مجال مبادرات الطاقة المتجددة وتطوير المرافق الترفيهية والثقافية عالية التقنية، مما يساهم في تحويل المنطقة الشرقية إلى مركز مستقبلي للنشاط الاقتصادي والاجتماعي.

وفي عام 2021 أعلن صندوق الاستثمارات العامة إطلاق مشروع THE RIG ، ليصبح الوجهة الجاذبة للباحثين عن التحدي والمغامرة، حيث يتميز بثلاث فنادق، ومطاعم عالمية ومهابط للطائرات العمودية، ومجموعة واسعة من المغامرات.

وخلال 2022م دُشن نحو 21 مشروعًا تنمويًا جديدًا، بتكلفة تتجاوز مليار ونصف ريال، وتندرج تلك المشروعات ضمن مجالات وقطاعات مختلفة.

نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مختلف البرامج والقطاعات

أعلن عن تحديد أربع مناطق اقتصادية خاصة منها المنطقة الاقتصادية برأس الخير حيث ستساهم في ترسيخ المكانة الاقتصادية وتحقيق المستهدفات الاقتصادية وإيجاد فرص محفزة للشركات المحلية والعالمية، وتتمثل المجالات الرئيسية للمنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير في ؛ بناء السفن وصيانتها وإصلاحها، و صيانة وإصلاح منصات الحفر البحرية.

وفي عام 2023 أعلن عن إطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية في المملكة العربية السعودية، تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بتحديد 17 مركزاً لوجستياً بالمنطقة الشرقية والذي يعكس مدى تميز موقع المنطقة جغرافياً، حيث تعتبر بوابة المملكة لدول الخليج.

كما تزخر المنطقة الشرقية بمواقع سياحية مميزة ساهمت بارتفاع عدد السياح في المنطقة الشرقية بواقع 19 مليون سائح في عام 2023، بزيادة قدرها 26٪ مقارنة بعام 2022، بإجمالي إنفاق حوالي 27.8 مليار ريال.

وفي عام 2024 اعتمدت الخبر ضمن قائمة المدن الذكية حول العالم وفق مؤشر المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، بحصولها على المركز 99 عالمياً في قائمة المدن الذكية، وهذا المؤشر يبرز مدى جاهزية المدن واستخدامها للتقنيات المتقدمة في مواجهة التحديات، لرفع جودة الحياة وخلق بيئة أعمال جاذبة للاستثمار، وحصلت الخبر على شهادة الاعتماد كمدينة صحية من منظمة الصحة العالمية.